من الأقرب لمقاومة البيضاء “القاعدة” أم “حكومة هادي”..؟ وهل التحم القاعدة بالقبيلة في المحافظة..؟ وأين يتواجد تنظيم داعش في المحافظة..؟
يمنات
أعاد حديث ناشطة يمنية في مجلس الشيوخ الأمريكي عن اختراق تنظيم «القاعدة» للقبائل في محافظة البيضاء، وسط البلاد، النقاش حول حقيقة وجود «المقاومة الشعبية» في المحافظة، وطبيعة ارتباطها بحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، خصوصاً مع استمرار تبني تنظيم «القاعدة» لعمليات ضد «أنصار الله» والقوات المتحالفة معها.
و كانت سما الهمداني، رئيسة منظمة «يمناتي»، قالت، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، أواخر الشهر الماضي، إن هناك تضامناً وتحالفاً قبلياً مع تنظيم «القاعدة» في محافظة البيضاء، وهو ما يتردد على ألسنة كثير من المتابعين والناشطين منذ أعوام.
و فيما عدَّ بعض المعلقين مثل هذا الحديث تحريضاً خطراً على المحافظة وعلى قبائلها، وتبريراً للتصعيد العسكري الأمريكي الأخير فيها، عدا عن كونه يصب في خدمة «أنصار الله» الذين يحرصون على تقييم أنفسهم كحليف فاعل في مجال محاربة الإرهاب، حد وصفهم، ذهب آخرون إلى أن له ما يدعمه واقعاً.
غير دقيق
في هذا السياق، تقول مصادر قبلية إن الحديث عن «مقاومة شعبية» في المحافظة لها ارتباط بحكومة هادي «أمرٌ غير دقيق»، مثل الحديث عن وجود «القاعدة» كجهة «مقاوِمة» وحيدة.
و تضيف المصادر، في حديث إلى «العربي» أن «كثيراً من مسلحي القبائل انخرطوا في صفوف تنظيم القاعدة لقتال الحوثيين والقوات المتحالفة معهم، كون التنظيم هو الجهة الوحيدة التي كانت منظَّمة عقب اقتحام المحافظة أواخر العام 2014م».
و تؤكد المصادر أن معظم مسلحي القبائل يقاتلون في صفوف «القاعدة» لدوافع أخرى تماماً، لكنها لا تستبعد أن يتأثر كثيرٌ منهم بفكرها.
و تشير المصادر إلى أن هناك مجموعات صغيرة تقاتل خارج إدارة التنظيم، لكنها، بحسبها، لا تخلوا من مسلحين يدينون بالولاء له أو من مسلحين متعاطفين معه.
دعم التحالف
و رغم أن “التحالف العربي”، الذي تقوده المملكة العربية السعودية، قدّم دعماً عسكرياً لـ”المقاومة الشعبية” في مختلف جبهات محافظات الجمهورية التي تشهد مواجهات، إلا أن جبهات البيضاء ظلت استثناءً طوال العامين الماضيين.
و اقتصرت غارات الطيران التابع لـ”التحالف” على استهداف التعزيزات الخارجة من محافظة البيضاء إلى محافظات حدودية تشهد مواجهات، كشبوة ومأرب.
و ترجَّح المصادر القبلية أن يكون حضور «القاعدة» الكبير في المحافظة وراء إهمال “التحالف” و”الشرعية” لها.
موطئ قدم
و تؤكد المصادر أن حكومة هادي حاولت أن توجد لها موطئ قدم في المحافظة، من خلال التواصل مع بعض مشايخ القبائل، كآل الذهب، إلا أن عملية الإنزال الأمريكية الأخيرة، حالت دون ذلك.
و كان رئيس دائرة التوجيه المعنوي، اللواء محسن خصروف، أكد عقب عملية الإنزال أن عبد الرؤوف وسلطان الذهب على ارتباط بـ”الشرعية” ولا علاقة لهما بتنظيم “القاعدة”.
و حينها قالت مصادر إعلامية إن الأخوين الذهب زارا المنطقة العسكرية الثالثة في محافظة مأرب، و التقيا بمسؤولين عسكريين، وحصلا على وعود بالدعم.
تنظيم الدولة
غير أن عدم وجود “المقاومة الشعبية” في محافظة البيضاء لا يعني أن تنظيم “القاعدة” هو صاحب النفوذ الوحيد في مناطق المحافظة التي لا تخضع لسيطرة “أنصار الله” وحلفائها، فهناك حضور لافت أيضاً لتنظيم “الدولة الإسلامية”، الذي تبنى عدداً من العمليات ونشر صوراً ومقاطع فيديو من معسكرات تدريب له في مناطق قيفة التابعة لبلدة رداع.
و بحسب مصادر خاصة، فإن تنظيم “الدولة” يتقاسم النفوذ مع تنظيم “القاعدة” في بعض مديريات رداع، كالقريشية، و ولد ربيع، بينما لم يُرصد له أي نشاط في مديريات أخرى تشهد مواجهات، كالزاهر وذي ناعم والصومعة.
و تعد محافظة البيضاء، الواقعة وسط اليمن، والحدودية مع 8 محافظات يمنية، أول محافظة يسيطر تنظيم “الدولة” على مناطق فيها.
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا